الوصفة السحرية للنجاح

الحمد
لله الذي خلقنا في الدنيا لنعيش فيها والصلاة والسلام على رسولنا خير من
عاش حياته فينا .. أما بعد .. كلنا نعيش حياتنا .. ومعظمنا يعيشها كما
يريد الآخرون .. وقليلون من يعيشون حياتهم كما يريدون هم وليس كما يريد
الآخرون وهؤلاء هم الناجحون في الحياة أولئك الذين بدلوا أمانيهم وأحلامهم
بآثارهم وأعمالهم، آثار يراها الناس ويسطرها التاريخ فيبقون أحياء حتى بعد
مماتهم لأن لهم في الدنيا آثار تخلدهم فهم لم يرضوا بالتفكير عن العمل ولا
الركون عن الأمل.

وحتى تعيش حياتك مرتاح البال ميسور الحال ليكن لحياتك مبرر ولوجودك معنى ولفقدانك مصيبة وهذا لا يكون إلا بالعمل.

ففراق بعض الناس أكبر نعمة وفراق بعض العالمين مصاب
بعد
سنة أو عشر سنوات أو مائة سنة ستغادر هذه الدنيا فما أحسن أن يبقى لك أثر
فيها وسبحان الله مع أن الإنسان يفني حياته ليخلد أثره إلا أن هنالك متعة
في النجاح ولذة للإنجاز تفوق لذة الراحة ومتعة الكسل بكثير فالناجحون في
الحياة ترى إنجازاتهم تتوالى لأنهم ذاقوا طعم النجاح طعم الحياة الحقيقية.

صناعة
النجاح قصة أرويها منذ بدايتها عندما بدأت أفكر بأسرار النجاح وكنت أتوقع
أن الموارد هي أساس النجاح وكلنا يعرف القاعدة التي تقول "الدراهم تجيب
دراهم" ومع تسلسل حلقات القصة رأيت العديد من التجارب الفاشلة التي
استنزفت الأموال والموارد دون تحقيق نجاح فعرفت أن السر ليس بالمصادر
وبدأت أبحث عن السر البديل فوجدته هو التركيز .. ركز جهودك في شئ محدد
تنجح فيه .. ومع الأيام وجدت سرا أكبر من التركيز وهو فريق العمل، فإذا
نظرت إلي سير الناجحين في الكون تجدهم بدؤوا من خلال فريق عمل متكاتف
ومتعاون لتحقيق الهدف .. ولكن فريق العمل لا يمكنه إنجاح المشروع إذا لم
يكن هنالك أهداف يسعى إلى تحقيقها وعندها عرفت بأن سر النجاح الباهر هو
الهدف ورغم معرفتي لهذا السر منذ وقت طويل إلا أنني لم أتمكن من تطبيقه
لأن هنالك وصفة سحرية متكاملة للنجاح.

الوصفة السحرية للنجاح:

1-
حدد هدافا من واقع احتياجاتك ورغباتك، هدفا يرفعك للأعلى كأن يكون هدفك ان
تصبح عالما أو أن تحصل على شهادة الدكتوراه أو أن تكون مليونيرا أو ....
المهم أن يكون هدفا حقيقيا صحيحا محددا يمكن تطبيقه ويمكن قياسه، هدف تؤمن
به يحرك كل جوارحك وقلبك وعقلك لتحقيقه هدفا يرضي طموحك وتطلعاتك، هدفا لا
كبير لا يمكن تحقيقه ولا صغير تستهين به نفسك فلا تذهب إلى تحقيقه،
والأهداف قد تكثر وأنصحك بأن لا تكون أهدافك أكثر من خمسة أهداف على
الأكثر وهذه الأهداف يجب أن تكون لها مدة محددة لإنجازها ولنقل أهداف تحقق
خلال عام مثلا، نعم هكذا هدف واضح محدد يمكن قياسة، ووقت محدد لإنجازه.
والهدف له منفعة مردود إما مردود مادي أو اجتماعي أو عقائدي كالأجر الذي
يمكن أن تناله من تحقيقه المهم أن يكون هنالك فائدة وراء تحقيق الهدف
وتكون هذه الفائدة تبرر تقديم التضحية لتحقيق الهدف.

2- حتى يتحقق
الهدف تحتاج إلى خطة عمل وهذه الخطة يمكن وضعها من خلال تخيل الهدف والعيش
في واقع تحقيقه ولمس مزايا تحقيقه والتنعم في إنجازه .. تخيله أكثر وأكثر
وعش فيه كأنه تحقق .. حتى تعرف حجم الفائدة التي ستجنيها من تحقيقه وهي
التي ستدفعك إلى تحقيقه .. فكل هدف يحتاج إلى تضحية قبل تحقيقة وهذه
التضحية ممكن أن تكون وقتك أو راحتك أو العمل أثناء نوم الآخرين أو البذل
في وقت يكون فيه الناس مستريحين. تخيل خطوات تحقيق الهدف، تخيل من لحظة
البداية إلى لحظة تحقيق الهدف لحظة النجاح ونشوة النصر وسعادة الإنجاز هذا
التخيل سيمكنك من وضع خطة المشروع على ورقة واحدة ترسم فيها خطة العمل
كخارطة ذهنية تكتب فيها العناصر الأساسية لصياغة الخطة. أكتب الهدف وأجعله
في مكان يمكنك رؤيته كل يوم .. هذه الخطوة من شأنها إنجاح المشروع أو
تدميره .. فإذا لم يكن الهدف أمام عينيك فلن تستيقظ إلا بعد أشهر أو أعوام
لتسأل نفسك ماذا حققت من الهدف؟ وتجيب .. لاشيء، فمراجعة الهدف أمر ضروري
للغاية وهي السر في هذه الوصفة السحرية. أكتب الهدف على صورة خارطة ذهنية
وعلقها في مرآة السيارة أو علقيها على تسريحتك أو علقوها على مرآة الحمام
حتى ترون الهدف كل صباح وكل مساء. هكذا يكون الهدف والخطة ويبدأ الإنجاز..
عندما تبدأ في كتابة الخطة وأثناء تخيلها تبدأ الأفكار تأتي وتذهب ، أفكار
يمكن تطبيقها وأخرى لايمكن تطبيقها، وبالتجربة والبحث تصل الى الفكرة التي
ستنقلك من واقع الماضي الى جمال المستقبل فكرة واحدة فقط ستطبقها أثناء
العمل.

3- ابدأ بتنفيذ الخطة .. ابدأ بالعمل .. بادر وابدأ وفي هذه
المرحلة ستتحمل على عاتقك مسؤولية البدء ومسؤولية النجاح ولا تبحث في هذه
المرحلة عمن يساعدك لأنه من الصعب إقناع الناس بالأشياء قبل حدوثها، وهذه
من سنن الكون بأن المبدع يستهان به حتى يرتفع علمه في السماء فيكثر حوله
القرناء فيبدأ بانتقاء أفضلهم أمنهم أقواهم (( وقل اعملوا فسيرى الله
عملكم ورسوله والمؤمنون )) .. صحيح أن فريق العمل مطلوب لكنه يأتي في
المراحل المتقدمة من تحقيق النجاح فلا تجد معاونين لرجل يريد أن يصبح
عالما لكن العالم كل الناس تتمنى أن تعاونه ولن تجد أحدا يلتف حول الفقير
الذي يريد أن يصبح غنيا ولكن كثيرون هم من تمنون التفافهم حول الأغنياء،
فعليك البدء والبذل والإصرار فكلما قلت عزيمتك تخيل واحلم في المستقبل
المشرق وفكر وخطط واعمل على دراية ودراسة ومشورة وخبرة وبعد ذلك اعقلها
وتوكل. وبعد إثبات الحقيقة وبدء النجاح كون فريق العمل الذي سيمكنك من
الإنتقال من مرحلة تسلق الجبال الى الطيران للتحليق فوق القمم.

وقد
تقول بأنه لون أن النجاح سهل بهذه الطريقة لما غلبت الناس .. النجاح بهذه
السهولة .. ومع ذلك فالناس تغلب .. وهذا يعود لسببين: الأول أن الإنسان
ينطلق في قصة النجاح نحو مجهول والإنسان بطبعه عدو ما يجهل وفي هذه
المرحلة سيخاف. أما السبب الثاني فهو التغيير لأن النجاح يعني تحقيق هدف
وتحقيق الهدف يعني عدم تحقيقه من قبل إذا هنالك تغيير وكلنا لا يألف
التغيير لاحظ نفسك تشتري من نفس البقالة وتعيش في نفس البيت وتأكل نفس
أنواع الطعام تقريبا وعندما تضطر لتغيير المنزل أو تغيير نوع الطعام الذي
تأكله لسبب أو لآخر تشعر وكأن الدنيا قامت ولم تقعد مع أن التغيير الذي
أجبرت عليه قد يكون أفضل ولكن هي طبيعة النفس البشرية فإذا تمكنت من قهر
الخوف ومقاومة التغيير فهنيئا لك بتحقيق أهدافك.

ونهاية .. عش
حياتك .. أجعل لك آثارا تتركها خلفك وأسعى إلى تحقيقها تكن ناجحا وذق طعم
النجاح ولذة الإنجاز ونشوة النصر واصنع نجاحك بـ1- الهدف 2- الخطة 3-
العمل .. والله أسأل أن يصبح الأمل واقع العمل

مرسي الله يحفظك كشما نتي برك واهلا وسهلا بك
طال الغياب نورتي المنتدى
ننتظر مزيدا من ابداعاتك
تقبل خالص تتحيتي وتقديري

AKRAM