الحقيقه

سيدتي....

ما هي الحقيقة؟ أتودين معرفة الحقيقة؟
هل تملكين الجرأة و القدرة و الاحتمال؟
هل تميزين بين الوقع و الخيال؟
هل نحن حقيقيون؟ هل كل ما حولنا حقيقي؟ هل الأرض حقيقة؟
الأرض و كل ما فيها مجرد انعكاسات أفكار و قوالب أفكار من القديم الأزلي و أرواحنا المسكينة حبيسة في أجساد بالية تتخبط بين هذه الأفكار تحسبها حقيقة ، أذلك الكرسي في بهو منزلك حقيقي، شكله ، ملمسه ، صلابته كلها تصورات استرجعتها عقولنا من حياتنا في العالم التي تأتي منه الأفكار, العالم الحقيقي هناك بالأعلى, تذكره وعينا الغائب على شكل ومضات و هو يحسب أنه يراها لأول مرة.تراه أعيننا و نتحسسه بأيدينا و لكنه ليس حقيقي، يخيل لنا بواقعيته، واقعيته تأتي من أرواحنا التي تتذكره جيداً عندما كانت بالأعلى.

كأننا جالسين في كهف مسندين ظهورنا لفتحة الكهف، نشاهد ظل من يتحرك خلفنا على جدار الكهف, نشاهد انعكاس حركاتهم و إيماءاتهم تظهر أمامنا و لا نستطيع رؤيتهم، ما نراه ليس إلا ظلالاً باهتة لأشياء حقيقية. فنحن نعيش في عتمة هذا الكهف ,جاهلين أنا في يوم من الأيام نزلنا من العالم الحقيقي لنكون و نسجن في هذه الانعكاسات فنسينا من أين أتينا.

لا نملك من الحقيقة إلا ما نحس به و نشعر. ما تستنتجه أرواحنا هو الصواب, الحدس، الغضب، الضحك، الكره و الحب .لا حقيقي في هذا كله سوى المشاعر........

لم أعد أرغب في العيش في هذا العالم الملموس، الحزين الباعث للكئابة و التعاسة. كله كذب و إفتراء، خداع و نفاق. هذا العالم بجميع مافيه ليس سوى حلم كبير و قديم عاشه الإنسان الأول و لازال. حلم مزعج لكنه منظم و حقيقي إلى درجة أن الإنسان صدقه و تاه فيه. نحن لا نملك إلا الأحلام و الخيال

سيدتي الجميلة.....
لم يدعني القدر أعيش وحيداً غير مبالي بهذا العالم الذي سئمت منه. لقد فقدت الحياة لونها و طعمها و شكلها. ليس للطعام مذاق أو رائحة بل أصبح روتيناً مملاً من أجل البقاء على قيد الحياة. إلا أن أتيتي سيدتي.... فعرفت الوجه الآخر للحياة.

الرغبة الجامحة في رؤيتك, الخوف الرهيب من غيابك و الفرح و الرغبة في التحليق عند سماع صوتك و ضحكتك. أن أحلم معك و فيك هو ما أريد.

أتريدين معرفة الحقيقة?


خذي روحي فأنت روحي, لكِ نبض قلبي, لكِ تنفسي, لكِ فكري و خيالي, لكِ و من أجلك أحببت الحياة و عدلت عن ترك عالم الأحلام، عالم الأفكار، المحبوس فيه البشر،العالم البشع الحزين ، المملوء بالتعاسة و الغبن و الضجر و القهر..

لكِ أحيا و أموت ، أنام و أصحا ، أأكل و أجوع. أحبك من كل أعماق قلبي ..

فلا ترحلي لا ترحلي

ولا تبخلو علينا بكلمة شكرا ههههههها

تحياتي مع فائق الاحترام والتقدير